
الشر في العالم

نظرية الشر : لماذا يوجد شر في العالم ؟ و لماذا الله لا يمنع الشر؟
الشر كمفهوم و معنى من أقدم ما وُجد في الكون ككل ، و
أعمق الأسئلة الفلسفية التي واجهت الإنسان منذ بدايته . الشر مسؤول على كل الكوارت
الطبيعية البشرية و الحروب العالمية الكبرى . يبقى السؤال المتابدر إلى عقولنا ،
لماذا يوجد الشر ؟ و ماهو الشر أساسا ؟ لماذا الله لا يمنع عنا الشر و يزيله من
الوجود؟
الشر
هو منهج من مناهج الحياة و سبيل فيها ، هو الذي بإستطاعته أن
سجعلك يوما تقتل ، تغتصب و تسرق ... فإن كان هناك خير
فلابد من وجود الشر لتصبح الحياة مليئة بالصعاب و التحديات .
يوجد
الشر منذ أن خلق الله الأرض و السماء في ستة أيام ، يوجد شر
كما يوجد خير في المقابل . الشر موجود و خلقه الله فينا
غريزة فطرية هو مجرد إختبار لنا لا غير، تنتج عنه المعانة و التعاسة ، و كلاهما ضروريان لإستمرار الحياة
، و إلا ما عرفنا معنى الخير و السعادة .
هل
الله لا يستطيع منع الشر في العالم ؟ هذا سؤال ميتافيزيقي و لاهوتي
عميق أكتر مما نتخيله .أول من
طرح هذا السؤال كان الفيلسوف اليوناني "أبيقور" حيث قدم لنا ثلات فرضيات :
إذا كان الله يريد إزالة الشر و لايقدر
، فهو عاجز .
إذا كان الله يقدر و لا يريد فهو شرير
"حاشا و لله ".
إذا كان يقدر و يريد ، فلماذا لا يزال
هناك شر .
الشر و
الذين إشكالان كبيران في الفلسفة الدينية ، بالرغم من أن الدين واحد
و هو
الإسلام ، ففي الفكر ألإسلامي إشكالية الشر متعلقة بالقضاء و القدر و كما سبق و
دكرنا أن الله خلق الشر لإمتحان الناس لقوله تعالى {"و نبلوكم بالشر و الخير
فتنة "} .
أما في
الفكر المسيحي : فوجود الشر هو نتيجة لغياب الخير في العالم ، أكما يسمى "
فساد الإرادة " أي أن إرادة الإنسان أصبحت فاسدة أكتر مما هي جيدة .
أما
عند باقي الديانات "كالهندوسية ، البوذية " : يعتقدون أن الشر جزء من
دورة
الحياة
.
نعود
إلى أسئلة "أبيقور:
إذا كان الله يريد إزالة الشر و لا يقدر فهو عاجز : الله لن يزيل عنا الشر فهو من جعله فيننا منذ أن خلقنا ، و لو علم سبحانه تعالى أنه فقط سيجلب المعاناة لما خلقه .
إذا كان يقدر ولا يريد ، فهو
شرير"حاشا ولله" : الله يقدر و لا يريد فهو ليس بشرير بل عادل
سبحانه تعالى ، فكما جعل الشر للشعوب و القبائل
قبلنا
، جعله لنا أيضا .
إذا كان يقدر و يريد فلماذا
لا يزال هناك شر : الله بعظمته و ملكه و ملكوته ، بإستطاعته إزالة هذا
الكون من الوجود لن نبق لا نحن و لا شرنا .
نفترض أن الشر لم يعد إطلاقا في العالم ،
في نظركم كيف سيصبح العالم؟
من
وجهة نظري ، أؤكد لكم أننا سنعيش في عبث كوني و سندخل عدمية مطلقة ،
و
سيعتقد الجميع أننا إكتفينا من المعاناة ، بل و الحقيقة أننا دخلنا لها للتو . سيغيب
معنى الوجود . لا يمكن أن يصبح الجميع أخيار ، إذا غاب هذا التساؤل الأنطلوجي تغيب معه الحكمة الإلاهية .
للمساعدة على بايبال : dropyoussefserv1@gmail.com
youssef mouflih